حرب أهلية أم ثأر شعبي؟؟
كتب محمد سلام :
يتعاون فصيل لبناني سيادي مع السلطة الجديدة في سوريا على مراجعة مشتركة لملف أعوان المحور الأسدي-الفارسي المقيمين في لبنان و النازحين إليه بما يشمل المخبرين والحلفاء والشركاء لإعداد خطة مشتركة للتصدي لمحاولاتهم المتوقعة لزعزعة الإستقرار في الدولتين.
وتم تزويد الجانب اللبناني بنسخ عن سجلات مستخدمي الخطوط العسكرية التقليدية للمعابر الحدودية السورية التي كان يعتمدها جميع أتباع النظام البائد وحلفائه من السياسيين والمسلحين ولصوص الأعمال والمخبرين لرصد تحركاتهم وحركة تدفق الأسلحة إلى مناطقهم، سواء التي باعها جنود الجيش المنهار في سورية وتم تهريبها إلى لبنان أو الأسلحة التي نقلت مع عناصر حزب إيران المسلح المنسحبين من سوريا .
وكانت السلطة الجديدة في سوريا قد أوقفت شخصين لبنانيين يتوليان تهريب الأسلحة إلى عصابات سرايا المقاومة المكونة من عناصر سنّة موالين لحزب الله في البقاعين الغربي والأوسط ، لكن تم إطلاق سراحهما لاحقاً بوساطة إحدى العشائر بعدما تبين أنه لم يُصب أي عضو من السرايا في تفجيرات البيجر، ما يكشف أن الحزب الفارسي المسلّح لا يثق بأتباعه السنّة لذلك لم يزودهم بالأجهزة التي حصر توزيعها بعناصره الشيعة وإستمر في إستخدم الخونة السنة فقط للرصد وكتابة التقارير والإشتباكات مع سنة آخرين لذلك دربهم في قاعدة بركة جبور التابعة له بقضاء جزين شمالي نهر الليطاني ليسفك دم الشرفاء بدم العملاء.
في السياق وجه وزير الخارجية في الحكومة السورية المؤقته أسعد الشيباني عبر حسابة على منصة (إكس) تحذيراً شديد اللهجة إلى إيران كاتباً: "يجب على إيران إحترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامته، ونحذرهم من بث الفوضى في سوريا ونحملهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة."
جاءت تصريحات الشيباني لتؤكد على أهمية المتابعة السورية-اللبنانية لتحركات الأسديين وحلفائهم الإيرانيين ، خصوصاً بعد تلميح نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف إلى إندلاع حرب أهلية شاملة في سوريا ما لم تشارك السلطة السورية الجديدة في حوار بين دول المنطقة بمشاركة إيران أيضاً.
إنه الأسلوب الإيراني التقليدي في الحصول على المبتغى عبر الإبتزاز بالقوة والتهديد ىالذي يعرفه اللبنانيون جيداً، وفق قاعدة (إما أن تقبلوا جزرة شراكتنا في شؤونكم أونصدّر لكم عصا حرب أهلية) مع فارق كبير لا يريد نظام الولي الفقيه الإعتراف به وهو أن سوريا الجديدة المدعومة تركياً وأميركياً ليست لبنان القديم الميتم عربياً منذ أن أوكل أمره إلى حافظ الأسد الذي إجتاحه في الأول من حزيران العام 1976 ب 12 ألف جندي زاعماً أنه يريد إنقاذ المسيحيين من التحالف بين الفلسطينيين واليساريين اللبنانيين، وبعدما رفع عدد جنوده الذين يحتلون لبنان إلى 35 ألف عنصر إغتال حافظ الأسد زعيم اليسار اللبناني المعلم كمال جنبلاط في 16 آذار 1977 وزعيم اليمين المسيحي الرئيس المنتخب بشير الجميل في 14 أيلول العام 1982 والمفتي حسن خالد في 16 أيار 1989 والرئيس رينه معوض في 22 تشرين الثاني 1989 قبل أن يتوفى في 10 حزيران العام 2000 ليرث إبنه بشار مهمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري بالتعاون مع حزب إيران المسلح في 14 شباط العام 2005 .
يبدو أن إيران لا تريد أن تتعظ من تأثير التغيير في سوريا على لبنان الذي إسترد جيشه جميع معسكرات جبهة أحمد جبريل الفلسطينية التابعة للنظام الأسدي البائد في سهل البقاع وأغلق أنفاقها المؤدية إلى سوريا عبر سلسلة الجبال الشرقية، كما إسترد قاعدة فتح الإنتفاضة المنشقة عن منظمة التحرير الفلسطينية والموالية لنظام الأسدين، واستعاد الجيش اللبناني أيضا قاعدة ما يعرف بنفق الناعمة من جبهة أحمد جبريل التي كانت تتحكم بمطار العاصمة بيروت وطريق الجنوب.
ويسعى الفصيل السيادي اللبناني مع السلطة السورية إلى مطالبة وكالة الأونروا بوقف دفع مخصصات وتقديم مساعدات في لبنان لفلسطينيي سوريا بإنتظار عودتهم إلى حيث هجروا من فلسطين سنة 1948 حيث تتولى السلطات السورية فصل أتباع المحور البائد عن بقية الفلسطينيين لمقاضاتهم ومعاقبة المدانين منهم من دون إكتراث بتهويل ظريف "بحرب أهلية شاملة" في سوريا، بغض النظر عما إذا كان نظام الولي الفقيه يدرك أنه لولا حكمة وسيطرة قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الجولاني لكانت سوريا قد عاشت حقبة من الإنتقام الشعبي العنيف من بيئات محور الإضطهاد والظلم والقتل الذي سيطر 54 سنة، وهو إنتقام لا يتوقع عاقل أن يكون أقل قسوة مما عاشته فرنسا بعد تحرير باريس من الإحتلال النازي في آب من العام 1944 إثر الحرب العالمية الثانية.
وللإضاءة على ما كان يمكن أن يحصل في سوريا المحررة من 54 سنة من القهر والقتل والإستبدلد لابد من التذكير أنه بعد أربع سنوات -وليس 54 سنة- من الإحتلال النازي لفرنسا حرر الحلفاء باريس في آب العام 1944 وأثناء إحتفالهم بالتحرير في الشوارع صب الفرنسيون غضبهم على الخونة الذين تعاملوا مع الإحتلال النازي فشهدت شوارع باريس مزيجاً من الفرح والرقص وعمليات السحل والصفع واللكم والركل للمتهمين بالخيانة.
وتصاعدت عمليات الإنتقام العلنية ، حسب مراجع تاريخية وصور أرشيفية، ضد النساء وشملت 20 ألف إمرأة فرنسية إتهمن بالخيانة وإقامة علاقات جنسية وإنجاب أطفال من جنود نازيين والتجسس على عناصر المقاومة وتقديم معلومات حساسة للمحتل.
وخلال الحقبة الإنتقامية حُلقت رؤوس النساء المتهمات بالخيانة وتم رسم الصليب النازي المعقوف على وجوههن وصدورهن وأجبرن على السير في الشوارع نصف عاريات لتلقي الصفعات واللكمات والركلات وإهانات أخرى من الغاضبين.
فهل يعتقد ظريف أن التلويح بحرب أهلية يخيف الشعبين السوري واللبناني الخارجين من إستبداد وقتل وخطف وإخفاء قسري ل 54 سنة؟؟؟؟
وأيهما أشد خطورة برأي نائب الرئيس الإيراني ظريف: التهديد بحرب أهلية أم الإنتقام على الطريقة العربية ... لا الباريسية؟؟؟؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|